الجمعة، 13 يونيو 2014

إذا مرَّ بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة.. معجزة نبوية ترد على الملحدين


إذا مرَّ بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة.. معجزة نبوية ترد على الملحدين






نستعرض فيما يلي بالصور ما يحدث للجنين من تطور عندما يمضي عليه 42 يوماً، وكيف تثبت هذه الحقيقة العلمية صدق الرسول الكريم وترد على كل ملحد ....


اعترض المشككون مراراً وتكراراً على حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: (إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصوًّرها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها) [رواه مسلم]، وقالوا إن هذا الحديث لا يتطابق مع العلم الحديث ومراحل تطور الجنين.

ولكن العلم يتطور بالفعل ويكشف لنا حقائق جديدة، ولو تأملنا آخر الأبحاث في علم الأجنة، ودرسنا المرحلة التي تحدث عنها النبي صلى الله عليه وسلم، أي عندما يكون عمر الجنين 42 يوماً، ماذا نجد؟ ولماذا خصَّ النبي الأعظم هذا العمر بالذات أي العدد اثنان وأربعون، ماذا يعني بالنسبة لتطور الجنين في بطن أمه؟

سوف نعرض سلسلة من الصور مع شرحها لنبين كيف يتطور الجنين وبخاصة خلال الأسبوع الخامس والسادس والسابع، ثم نعود لنرى التطابق الكامل بين النص النبوي الشريف وبين أقوال العلماء حديثاً.



المراحل التي يمر بها الجنين منذ أن يكون نطفة وحتى نهاية الأسبوع السادس (42 يوماً)، ونلاحظ أن الجنين لا يأخذ الشكل الإنساني له إلا بعد مرور 42 ليلة عليه، وهذا ما أكده الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف! لاحظوا معي كيف يكون الجنين نطفة لا تشبه شكل الإنسان، ثم يتحول إلى علقة لا توحي بأي صورة بشرية، ثم يتحول إلى مضغة وهذه أيضاً لا تشبه شكل الإنسان، وعندما يصبح عمره 42 يوماً تظهر الصورة البشرية واضحة عليه وتستمر حتى نهاية الحمل، فسبحان الله!

صورة حقيقية لجنين عمره خمسة أسابيع ولا نرى أية ملامح بشرية عليه، ويقول العلماء إن معظم أنواع الحيوانات تأخذ هذا الشكل في مثل هذا العمر، وبالتالي فإن الجنين لم يتم تصويره بعد بالشكل الإنساني. ولا نرى السمع والبصر والجلد والعظام!






جنين عمره 41 يوماً ولا نرى أي ملامح بشرية عليه


الآن أصبح عمر الجنين 44 يوماً .. انظروا كيف ظهرت الملامح البشرية الإنسانية عليه، وكيف بدأت فتحة العين والأذن بالتشكل.










صورة حقيقية لجنين عمره 47 يوماً، ونلاحظ أنه أخذ الشكل الإنساني ومن الواضح أن السمع والبصر قد تشكل، فنرى الأذنين والعينين والجلد، كل ذلك قد بدأ بالتشكل منذ نهاية الأسبوع السادس، وقد بدت هذه المعالم واضحة تماماً في الأسبوع السابع. إن قلب الجنين يبدأ بالنبض بوضوح منذ الأسبوع السادس، للاستماع إلى صوت قلب الجنين اضغط هنا.



صورة مقارنة بين جنين عمره خمسة أسابيع وبعد أن أصبح عمره ثمانية أسابيع، انظر كم تغيرت الملامح والحجم والشكل، وكيف اتضحت الصورة الإنسانية لهذا الجنين. ويقول العلماء إن الجنين منذ نهاية الأسبوع السادس أي عندما يصبح عمره 42 يوماً، يبدأ بتمييز الأصوات والتفاعل معها!

ويؤكد العلماء أن عمر الـ 42 يوماً وما بعده هو حد فاصل بين المرحلة التي يكون فيها الجنين غير مميز، والمرحلة التي يأخذ الجنين فيها شكله البشري، ولذلك نجد على أحد المواقع المهتمة بتطور الجنين قولهم بالحرف الواحد:

During the sixth week after fertilization the unborn child can respond to local tactile stimulation by reflex movements. At the end of the sixth week, the unborn child is clearly recognizable as a human being by gross morphological observation.

خلال الأسبوع السادس بعد التخصيب، يبدأ الجنين بالاستجابة للمؤثرات الخارجية من خلال الحركات الانعكاسية، عند نهاية الأسبوع السادس فإننا نميز الطفل بوضوح مثل كائن بشري وذلك كما يبدو من خلال المراقبة.

ونقرأ على موقع آخر قولهم:

The brainwaves have been noted at 43 days. Dr. Stiff has noted that electroencephalographic waves have been obtained in forty-three to forty-five day old fetuses, and so conscious experience is possible after this date.

أي أن موجات الدماغ تُلاحظ عندما يكون عمر الجنين 43 يوماً. وقد لاحظ الدكتور ستيف أن الموجات الصادرة من الدماغ يمكن قياسها في عمر 43-45 يوماً، وكذلك التعابير الواعية من الممكن ملاحظتها بعد هذا العمر.



جنين عمره ستة أسابيع، عند هذا العمر يبدأ الجنين بأخذ شكله البشري ويبدأ دماغه ببث الموجات التي يمكن قياسها بأجهزة خاصة، وهذا يعتبر مؤشراً على بدء النشاط في خلايا الدماغ وقد يكون هذا مؤشراً على نفخ الروح في هذه المرحلة، والله أعلم. لاحظوا معي كيف بدأ تشكل العينين، ويؤكد العلماء أن الأسبوع السادس هو العمر الذي تبدأ فيه فتحة العين بالظهور، وهذا تصديق لقول الحبيب: (فصورها وخلق سمعها وبصرها).

أما العين فتبدو واضحة في اليوم 42، ونجد قولهم حسب كيث مور علم الأجنة الشهير:

The eye is obvious, About day 42 after fertilization (Moore, p 99).

العيون تبدو واضحة حوالي 42 يوماً بعد التخصيب.

وبعد مضي 42 يوماً بالتمام والكمال تبدأ العين والأذن بالتطور بسرعة مذهلة ويقولون:

The eyes are developing rapidly, The ears are developing rapidly, 7th week after conception (Rugh, p 52). http://www.sfuhl.org/k_appendix_1_sixth_week.htm

أي أن الأذنين والعينين تتطوران سريعاً خلال الأسبوع السابع (أي بعد مضي 42 ليلة على النطفة)، وهذا يعني أن نهاية الأسبوع السادس، فإن الجنين يأخذ صورته البشرية، وهذا ما أخبر عنه الحديث بدقة متناهية عندما قال: (إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصوًّرها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها)!!



تأملوا معي صورة الجنين على اليمين وقد بلغ عمره 41 يوماً، وحتى هذه اللحظة لا نكاد نميز الصورة البشرية له، ولكن بعد اليوم الثاني والأربعين تبدأ مباشرة الصورة الإنسانية بالوضوح، ولذلك فإن الصورة اليسرى نرى فيها ملامح جنين إنسان ويظهر عليها الأذنين والعينين بوضوح وكذلك القدمين واليدين والأصابع، فسبحان الله!





تأملوا معي كيف تحدث قفزة في شكل الجنين بين الليلة 41 والليلة 44 حيث يأخذ الجنين صورته البشرية بوضوح.. سبحان الله!



بعد الأعداد المرعبة لحالات الإجهاض في الدول غير الإسلامية، هناك حملات ضد الإجهاض اليوم، ويعكف العلماء والباحثون على تحديد العمر الذي لا يجوز بعده إجهاض الجنين، فوجدوا أن الجنين في نهاية الأسبوع السادس وبداية السابع (أي عندما يكون عمره 42 يوماً) يبدأ دماغه بإصدار موجات مما يدل على بداية الحياة عند هذا الجنين، فاقترحوا أنه لا يجوز قتل الجنين بعد هذا العمر.

وهنا أتذكر معكم كيف أن بعض فقهائنا استدلوا من حديث النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، أنه لا يجوز إجهاض الجنين بعد مضي 42 ليلة عليه، ويمكن فعل ذلك قبل هذا العمر إذا كان هناك ضرورة طبية تدعو لذلك. وهذه إشارة نبوية رائعة إلى أن الروح تنفخ في الجنين في هذا العمر، وقد تم قياس الموجات التي يطلقها الدماغ عند هذا العمر (أي 42 يوماً) وكذلك تم تسجيل ضربات القلب، وكأن هناك علاقة بين الروح وبين عمل الدماغ والقلب، والله أعلم.



جنين بالحجم الحقيقي عمره 42 يوماً، عند هذا العمر يبدأ الجنين بأخذ صورته البشرية، لاحظوا معي هذا الحجم الصغير، ولكنه يعتبر إنساناً مكتملاً من حيث الصورة، وبالتالي يقول بعض الباحثين بعد هذا العمر لا يجوز إجهاض الجنين لأنه يعتبر إنساناً كاملاً!



جنين يدرب نفسه على مص أصابعه استعداداً ليخرج إلى الدنيا ويبدأ مباشرة بمص ثدي أمه، فسبحان الذي علم هذا الطفل ما لم يعلم وقال: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 78].





والسؤال ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني أن هناك تغيرات جذرية تحدث بعد مرور 42 يوماً بالتمام والكمال وفي اليوم 43 يبدأ الدماغ بإطلاق الموجات ويبدأ الطفل بالتفاعل مع محيطه ويبدأ بالإحساس والشعور، إنه يعني أن الروح قد بدأت تمارس نشاطها في جسد الجنين، ويعني أيضاً أن النبي الأعظم قد سبق علماء الغرب إلى الحديث عن هذه القضية الدقيقة جداً، والتي لا يمكن لبشر أن يتنبأ بها قبل أربعة عشر قرناً!!

وهذا يعني أنه لا يمكن لأحد أن يقدم أي معلومة عن هذه المرحلة إلا إذا كان طبيباً مختصاً وتوافرت له الأجهزة اللازمة، فهل كان النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام طبيباً ولديه مثل هذه الأجهزة؟ وهنا لابد أن نتوقف من جديد لنؤكد لأولئك المشككين ونسألهم: كيف علم النبي الأعظم أن النطفة بعد 42 يوماً بالضبط ستتحول إلى مخلوق بشري له سمع وبصر وجلد وعظم؟؟!

هنالك كثير من الظواهر الغريبة في هذا الكون، ومن أغربها نبات يعيش في الجليد ولكنه يسخن ما حوله ليحافظ على بقائه....


نبات يذيب الثلج!





هنالك كثير من الظواهر الغريبة في هذا الكون، ومن أغربها نبات يعيش في الجليد ولكنه يسخن ما حوله ليحافظ على بقائه....


لقد قرأتُ مقالة منذ فترة حول عجائب عالم النبات [1] ، ومما لفت انتباهي أن علماء الغرب قد أدهشهم السلوك العجيب لبعض أنواع النباتات وهذه النباتات تطلق الحرارة عندما تدعو الحاجة لذلك.طبعاً لا يمكن أبداً أن نظن بأن هذه النباتات لا تعقل أو لا عقل لها، بل زوّدها الله تعالى بجهاز دقيق لتحسس درجة الحرارة من حولها، وعندما تصل درجة الحرارة إلى حدود منخفضة جداً تبدأ الأجهزة الموجودة في هذه النباتات بتوليد الطاقة من خلال بعض العمليات الكيميائية والتي تولد بنتيجتها الطاقة الحرارية والتي تقوم بتسخين الجليد وإذابته!!
وقد لاحظ العلماء أن حرارة الجو عندما تنخفض إلى ما دون الصفر فإن هذه النباتات تكون درجة حرارتها من 30 إلى 36 درجة مئوية، ولولا هذه الخاصية لما استطاعت هذه النباتات العيش على الإطلاق.ومن هذه النباتات نوع من أنواع الملفوف [2] يدعىskunk cabbages أو علمياً Symplocarpus foetidus
والذي أدهش العلماء أن هذا النبات ينمو في المنحدرات الثلجية!! ويصنع داخل الثلج "كهفه" الخاص. حيث تنخفض درجة الحرارة حول النبات إلى -15 درجة مئوية (تحت الصفر) بينما تكون الحرارة في النبات 30 درجة مئوية، وهذه الظاهرة الفريدة لا توجد في أي مخلوق آخر، حيث تتجمد معظم الثدييات إذا بقيت في هذا الجو لفترة طويلة، بينما هذا النبات يعيش بشكل طبيعي ولفترات طويلة جداً في هذا الجو البارد.



نبات يسخن الثلج ويذيبه من حوله إلى درجة حرارة تبلغ 36 درجة مئوية، بينما تنخفض درجة الحرارة إلى -15 درجة مئوية تحت الصفر. مصدر الصورة National Geographic

ومن هنا يمكن أن نستنتج أن الله تعالى قد زوّد هذا النبات بتقنية معقدة لتنظيم درجة الحرارة، فهو يعمل مثل مكيفات الهواء المزودة بجهاز التنظيم الحراري حيث تتحسس درجة الحرارة الخارجية فإذا انخفضت الحرارة تحت درجة محددة يعمل هذا المكيف وعندما ترتفع الحرارة إلى درجة محددة يتوقف هذا المكيف عن العمل، كذلك نجد أن النبات قد تمت برمجته من قبل الخالق عزّ وجل ليعمل بدقة كبيرة فلا يخطئ ولا يحتاج إلى صيانة أو قطع تبديل....
ولذلك لا تزال الآلية الدقيقة لهذا التنظيم الحراري المذهل مجهولة حتى الآن [3] ، ولكن الله تعالى يحدثنا عن هدايته لهذا النبات وغيره من المخلوقات ليقوم بعمله على أكمل وجه، وهنا نستشعر قول الحق تعالى: (الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50]، فالله تعالى هو الذي أعطى هذا النبات خلقه ثم هداه ليقوم بمهمته في هذه الحياة.



تعتبر الآلية الدقيقة التي يستخدمها هذا النبات غير واضحة للعلماء، ويتساءلون: كيف يمكن لنبات لا يعقل أن يتحكم بهذا الشكل المذهل بدرجة حرارته، بل من أين يأتي بهذه الطاقة الحرارية وما هي التقنيات المعقدة التي يستخدمها؟؟ إنه الله تعالى الذي هدى هذا النبات إلى عمله وقال: (الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50]، مصدر الصورة
www.virtualinsectary.com

ويفكر العلماء اليوم من الاستفادة من طاقة "النباتات الحارة" والاستعاضة عن الطاقة الكهربائية في تدفئة المنازل! فهذه النباتات تنتج طاقة كبيرة قياساً لحجمها، فالفارق في درجات الحرارة التي يتمكن هذا النبات من إحداثه بحدود 50 درجة مئوية (من الدرجة -15 وحتى 35)، وهذا المجال الحراري كافٍ لتسخين الماء أو تدفئة منزل مثلاً!!
إذن هنالك طاقة مجانية يمكن الحصول عليها من هذا النبات، ولذلك يقول سبحانه وتعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ) [الحج: 65]، أي أن كل ما نراه حولنا على الأرض مسخّر لنا أي يمكننا الاستفادة منه، فكلمة (سخّر) في اللغة تعني أنه قدّم عملاً بلا أجر، ولذلك فإن هذه النباتات يمكن أن نستفيد منها في توليد الكهرباء مثلاً لأن الله تعالى أكّد لنا أن كل ما في الأرض مسخر لنا أي يمكنا الاستفادة منه مجاناً.ولذلك يقول تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الجاثية: 13]. فهل نتفكّر في خلق هذه النباتات ودقة صنعها وإتقانها، وهل نتذكر قول الحق تبارك وتعالى: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88].

في عصر الاستهزاء بالنبي الأعظم لابد أن ننصر هذا النبي الرحيم بأن نتأمل المعجزات العلمية التي جاء بها لتكون في هذا العصر دليلاً على صدق هذه الرسالة....


السماء تمطر ليل نهار ... معجزة نبوية





في عصر الاستهزاء بالنبي الأعظم لابد أن ننصر هذا النبي الرحيم بأن نتأمل المعجزات العلمية التي جاء بها لتكون في هذا العصر دليلاً على صدق هذه الرسالة....


ما أكثر الأحاديث التي نطق بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتكون معجزات تشهد على نبوَّته في هذا العصر. ومن هذه الأحاديث حديث عجيب لا يمكن لأحد أن يتنبأ به لو لم يكن رسولاً من عند الله تعالى، ولكن قبل عرض هذا الحديث لنقف على بعض الحقائق العلمية.

كيف كان الناس ينظرون إلى ظاهرة نزول المطر

في القرن السابع الميلادي كان المنجمون هم وكالات الأرصاد الموثوقة بالنسبة لمعظم الناس، وقد كانوا يظنون أن المطر ينزل بسبب وجود النجوم في وضعية محددة فيما يسمونه بالأبراج. وبعضهم كان ينظر للمطر على أنه رزق تتفضل به الآلهة على الناس! وعندما جاء الحبيب الأعظم ألغى هذه المعتقدات وأسس في عقول الناس التفكير العلمي، وأخبرهم بأن المطر والبرق والرعد والشمس والقمر والكسوف وغيرها ما هي إلا آيات كونية تسير بأمر خالقها عز وجل.

في الحضارة الإغريقية كان الناس يعتقدون أن المطر هو غضب الآلهة! وأن الآلهة عندما تغضب أو تنزعج منهم ترسل عليهم المطر!! وهكذا كانت الأساطير تنتشر في كل أنحاء أوربا.



تمثال كان يمثل إله المطر قديماً، حيث كان معظم الناس يعتقدون أن المطر ناتج عن إله يغضب فيقذف الناس بالماء، وهذا المعتقد كان حقيقة علمية ذات يوم!

كيف ينظر العلماء اليوم إلى المطر

يؤكد جميع علماء الدنيا أن ظاهرة المطر منظمة ومعقدة وإن تشكل حبة المطر يعتمد على قوانين فيزيائية محكمة. ولكن الشيء الجديد الذي كشفته الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعية للأرض، أن المطر ينزل بشكل دائم في مناطق متفرقة من الكرة الأرضية.

فعندما نتأمل الكرة الأرضية من جوانبها نلاحظ أنها مغطاة بالغيوم في معظم أجزائها، ويقول العلماء في كل ثانية هناك مئة ومضة برق تحدث في العالم، والبرق مرتبط بنزول المطر غالباً، ولذلك فإن الحقيقة العلمية الثابتة أن المطر ينزل باستمرار في أمكنة مختلفة من الأرض.



هذه صورة الأرض كما نراها من الخارج، نلاحظ بأن الغيوم تغطي أجزاء كبيرة من الغلاف الجوي، ويؤكد العلماء أن السماء تمطر في كل لحظة ليلاً ونهاراً، فلا يتوقف المطر أبداً خلال السنة، ولكن هذه الأمطار تنزل في مناطق متفرقة وتتوزع بنظام يشهد على عظمة وإبداع الخالق عز وجل.

فأجزاء الكرة الأرضية تتبادل الفصول الأربعة، فعندما يكون النصف الشمالي من الأرض في فصل الصيف، يكون النصف الجنوبي يمر في شتاء وأمطار، والعكس صحيح، أي أنه لا توجد ساعة من الليل أو النهار إلا والسماء تمطر، وتذهب معظم الأمطار في البحار، هذه حقيقة علمية.

ماذا يقول النبي عن ظاهرة المطر

كلما أبحرتُ في أقوال الحبيب الأعظم عليه الصلاة والسلام وجدتُ معجزات لا تنقضي وعجائب لا تنتهي، قال عليه الصلاة والسلام: (ما من ساعة من ليل ولا نهار إلا السماء تمطر فيها يصرفه الله حيث يشاء) [رواه الحاكم]. إن هذا الحديث يؤكد على حقيقة علمية وهي أن المطر ينزل بشكل دائم طيلة الليل والنهار، وهذا ما نراه يقيناً اليوم بالأقمار الاصطناعية.

ماذا يقول المفسرون عن هذه الظاهرة

يقول تبارك وتعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49) وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا) [الفرقان: 48-50].

جاء في تفسير البغوي: قوله عز وجل: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ) يعني: المطر، مرة ببلدة ومرة ببلد آخر. قال ابن عباس: (ما من عام بأمطر من عام ولكن الله يصرفه في الأرض) وقرأ هذه الآية. وهذا كما روي مرفوعًا: (ما من ساعة من ليل ولا نهار إلا السماء تمطر فيها يصرفه الله حيث يشاء) [رواه الحاكم].

وذكر ابن إسحاق وابن جريج ومقاتل وبلغوا به وابن مسعود يرفعه قال: (ليس من سنة بأمطر من أخرى، ولكن الله قسم هذه الأرزاق، فجعلها في السماء الدنيا، في هذا القطر ينزل منه كل سنة بكيل معلوم ووزن معلوم، وإذا عمل قوم بالمعاصي حول الله ذلك إلى غيرهم، فإذا عصوا جميعًا صرف الله ذلك إلى الفيافي والبحار) [رواه الحاكم].



كان النبي صلى الله عليه وسلم يعيش في بيئة صحراوية، ولم يكن لديه أقمار اصطناعية ولا نشرات أرصاد جوية ولا أجهزة تصوير، ولم يكن هناك أي وسيلة للتنبؤ بأن الأمطار مستمرة ليلاً نهاراً، فلو كان يتكلم من تلقاء نفسه لأقرَّ قومه على معتقداتهم ليحظى بتأييدهم، ولكنه لم يأت بكلمة واحدة من عنده، ولذلك نتساءل: من الذي أخبره بحقيقة علمية لم تنكشف إلا بعد مئات السنين، وما الذي يدعوه للحديث عن مثل هذه الحقيقة؟ ألا ترون معي بأن النبي قد أخبر بهذه الحقيقة لتكون ردّاً بليغاً على الذين يستهزئون بخير إنسان عرفته البشرية؟

وجه الإعجاز

1- تناول الحديث الشريف حقيقة علمية لم تكن معروفة في زمن النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا يثبت صدق النبي الأعظم وأنه لا ينطق عن الهوى. فقد أوجز في كلمات قليلة وبليغة حقيقة علمية كبيرة عندما قال: (ما من ساعة من ليل ولا نهار إلا السماء تمطر فيها يصرفه الله حيث يشاء)، تأملوا معي كيف يفهم هذا الخطاب كل الناس من الأعرابي البسيط إلى العالم المتخصص!

2- تحدث النبي عن مسألة مهمة وهي حقيقة تصريف ماء المطر بقوله: (يصرفه الله حيث يشاء) والعجيب أن هناك مراجع علمية عن أنظمة تصريف الماء على الأرض من خلال ما يسمى بدورة الماء. ويؤكد العلماء أن هناك معدلات شبه ثابتة سنوياً لهطول كميات المطر، ولتوزع هذا الماء على الأرض على شكل أنهار ومياه جوفية وبحيرات مالحة وعذبة وغير ذلك.

3- العجيب أن أحداً لم ينكر على النبي قوله هذا، على الرغم من وجود المعارضين له بكثرة في حياته وبعد موته! لأنهم ببساطة وهم يعيشون في صحراء ربما لا تمطر السماء لسنوات، يمكن أن يقولوا له: كيف ذلك ونحن لا نرى المطر إلا قليلاً! وهذا من الإعجاز أيضاً.

4- من إعجاز هذا الحديث أن الله حفظه لنا طوال 1400 سنة من التحريف، وعلى الرغم من أنه يخالف الحقائق السائدة لمئات السنين إلا أن المسلمين حافظوا على هذا الحديث وصدقوا نبيهم، وهذا يثبت أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو رسول من عند الله.

5- سؤال لا نجد له تفسيراً عند أي ملحد ممن ينكرون نبوة الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم: ما الذي يدعو النبي إلى الحديث في حقيقة علمية لم تكن معروفة ولن تقدم له شيئاً!! بل إنكم أيها الملحدون تقولون إن النبي كان يريد الشهرة ولذلك ألَّف القرآن، ونقول: لماذا ذكر هذا النبي الرحيم الكثير من الحقائق العلمية ولم يذكر أشياء تخصه مثلاً لو كان يريد المجد والسلطة!!

نسألك يا الله أن تهدينا لما اختُلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

علينا دائماً أن نتذكر نعم الله علينا، وأن نتفكر في هذه المخلوقات التي سخرها الله لنا، وإن الذي يتأمل عالم الغيوم يرى أشياء عجيبة....


معجزة تشكل الغيوم ونزول المطر





علينا دائماً أن نتذكر نعم الله علينا، وأن نتفكر في هذه المخلوقات التي سخرها الله لنا، وإن الذي يتأمل عالم الغيوم يرى أشياء عجيبة....


يعترف علماء وكالة ناسا أنه بالرغم من التطور التقني الهائل إلا أن المعرفة البشرية بالغيوم وأسرار تشكلها لا زالت متواضعة، ولا زال العلماء يجهلون الكثير. ولكن العصر الحديث شهد تطوراً لافتاً في دراسة الغيوم وتشكلها وتجمعها، ألا وهو استخدام الأقمار الاصطناعية التي تتيح لنا دراسة الغيوم من أعلى!

إن التطابق العجيب بين ما هو مقرر في كتاب الله وبين العلم الحديث، إن دل على شيء فإنما يدل على وحدانية الخالق عز وجل، فهو مُنَزِّل القرآن وهو خالق الكون بما فيه من أسرار وعجائب. ولو كان هذا القرآن من عند غير الله لوجدناه مناقضاً للعلم الحديث مثله مثل بقية الكتب القديمة. ولكننا عندما نرى التوافق والتطابق بين العلم والقرآن فهذا يعني أنه كتاب مكن عند الله القائل: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) [النساء: 82]. فلم يترك القرآن شيئاً إلا وتحدث عنه، فهو الكتاب الذي أنزله الله تبياناً لكل شيء، قال تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل: 89].

وفي بحثنا هذا سوف نرى التطابق الكامل والمذهل بين ما جاء في كتاب الله، وبين الكلام الذي يطلقه الغرب اليوم حول أسرار الغيوم، حتى إننا نرى الكلمة القرآنية ذاتها ترد على ألسنة علماء الغرب وهم من غير المسلمين!






إنها الغيوم! حاول الناس معرفة أسرارها منذ آلاف السنين، ونُسجت حولها الأساطير وكانت بعض الشعوب تدعي أن للغيوم آلهة! فكانوا يسجدون لها ويخافون منها، ويطلبون منها أن ترزقهم، ولذلك جاء القرآن ليصحح هذه المعتقدات وليخبرنا بأن تشكل الغيوم ونزول المطر هو ظاهرة طبيعية، الله تعالى هو من يتحكم بها بالكامل!

لقد تطورت وسائل القياس كثيراً، وأصبح العلماء يستخدمون الأقمار الاصطناعية في دراسة الغيوم، فبعد تطور علم الأرصاد وتطور أجهزة قياس الحرارة والضغط والكثافة والرطوبة، أصبح بالإمكان إجراء دراسات دقيقة على الغيوم لمعرفة أسرار المطر. ومن الحقائق المهمة اكتشاف الغيوم الركامية. فقد تبين أن الغيوم تبدأ على شكل ذرات من البخار تتكثف وتتجمع بفعل الشحنات الكهربائية والغبار الموجود في الهواء ثم تشكل غيوماً صغيرة.

هذه الغيوم تتراكم فوق بعضها حتى تصبح كالجبال! والعجيب أن القرآن الكريم تحدث بدقة تامة عن مراحل تشكل السُّحُب. يقول تعالى: (ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً) [النور: 43]. وعندما قاس العلماء ارتفاع هذه الغيوم تبيّن أنها تمتد في الجو آلاف الأمتار، تماماً بنفس ارتفاع الجبال، فسبحان الله!

إن رحلة تشكل الغيوم تبدأ بدفع ذرات بخار الماء من البحار باتجاه الأعلى بواسطة الرياح. ثم يتم التأليف بين هذه الذرات من البخار لتشكل غيوماً. ثم تتراكم هذه الغيوم فوق بعضها حتى تصبح جاهزة لإنزال الماء منها، يتابع البيان الإلهي: (فترى الودْقَ يخرج من خلاله) والودق هو المطر الذي يخرج من خلال هذه السُّحُبْ.



صورة للغيوم الركامية ملتقطة بواسطة القمر الصناعي من الفضاء، ويقول العلماء إن هذه الغيوم ترتفع مثل الأبراج بحدود 20 كيلو متر، وهي أشبه بالجبال! حيث نلاحظ القاعدة العريضة والقمة في الأعلى تماماً مثل الجبل، ونؤكد أنه لا يمكن لأحد من البشر أن يصف الجبال بالغيوم إلا إذا كان يراها من الأعلى، ولذلك سماها القرآن بالجبال، وهذا دليل على أن الذي أنزل القرآن يرى هذه الغيوم من أعلى!

ثم يأتي تصوير شكل هذه السُّحُب على أنها جبال، يقول تعالى: (ويُنَزِّل من السماء من جبالٍ فيها من بَرَدٍ) فالبَرَد الذي نراه هو في الحقيقة من الغيوم العظيمة كالجبال ولا يمكن أن ينْزل البرد من غيوم صغيرة. لذلك نجد أن البيان الإلهي دقيق جداً، فجاء الحديث عن البَرَد وقبله حديث عن جبال من الغيوم للدلالة على أن البَرَد لا يتشكل إلى في حالةٍ خاصة من حالات تشكل الغيوم وهي الغيوم على شكل الجبال (الركام) والباردة جداً.



هذه صورة لسلسلة من الغيوم التُقطت من خارج الأرض، وتبدو هذه الغيوم أشبه بسلسلة جبال، ولذلك فإن العلماء اليوم يشبهون الغيوم الركامية بالجبال، لأنها ترتفع لعدة كيلو مترات ولها قاعدة عريضة مثل قاعدة الجبل وقمة مثل قمة الجبل.

تصنف الغيوم حسب ارتفاعها:

1- الغيوم العالية من 6 إلى 8 كيلو متر.

2- الغيوم المتوسطة من 2 إلى 6 كيلو متر.

3- الغيوم المنخفضة وهي أقل من 2 كيلو متر.

وتعتبر الغيوم الركامية العالية من أهم أنواع الغيوم لأنها تعطينا الأمطار الغزيرة ولا يتشكل البرد إلا في الغيوم العالية وكذلك البرق والرعد.



من حديث القرآن في علم المياه أنه حدد أوزان السحب التي تغطي معظم أجزاء الكرة الأرضية، إن أوزان هذه السُّحُب تبلغ آلاف البلايين من الأطنان! وإذا علمنا أن مساحة أسطح البحار التي تغطي ثلثي الأرض تقريباً تبلغ أكثر من (340) مليون كيلو متر مربع، فتخيل معي حجم التبخر الحاصل على مدار العام من أسطح بحار الأرض، وكم هو هائل وزن الغيوم المبسوطة في السماء.

إن الأوزان الثقيلة للغيوم لم يتم تقديرها إلا مؤخراً بعد معرفة أسرار السحاب، ولكن كتاب الله تعالى يتحدث عن هذه الغيوم الثقيلة وإنشائها بقول الحق تعالى: (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ) [الرعد: 12]. وتأمل معي كيف ربط القرآن بين البرق والسحاب والثقال، ونحن نعلم اليوم بأن أثقل الغيوم وأكثفها هي تلك التي يرافقها البرق!

هنالك دور مهم للرياح وهو إثارة السحاب، لأن تجميع قطرات الماء حول ذرات الغبار هو مرحلة أولى، وهنالك مرحلة ثانية، وهي إثارة هذه القطرات لتشكل الغيوم بواسطة الحقول الكهربائية. وهذه العملية لم يتم كشفها إلا في السنوات القليلة الماضية، إن الحقول الكهربائية تتشكل بشكل أساسي بواسطة الرياح التي تدفع بذرات الماء وذرات البخار وبسبب الاحتكاك بين هذه الذرات وتلك تنشأ الشحنات الكهربية الموجبة والسالبة.



تتشكل الغيوم نتيجة وهج الشمس الذي يقوم بتيخير ماء البحر وصعوده بفعل تيارات الهواء القوية، أي أن هناك علاقة بين المطر النازل والسراج الوهاج الذي هو الشمس، وهذا ما أشار إليه القرآن في آية عظيمة، يقول تعالى: (وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا * وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا) [النبأ: 13-14].

إن نوعية الشحنات هذه تتحكم في شكل الغيوم وانبساطها في السماء، وكل هذه العمليات تجري وفق قوانين رياضية دقيقة ومُحكمة وشديدة التنظيم. بعدما أُثيرت ذرات بخار الماء واجتمعت تشكل قِطَعاً من الغيوم ضخمة أو (كِسَفاً من الغيوم)، وعندها تكتمل العملية وتبدأ المياه بالنُّزول من خلال هذه الغيوم. ويؤكد العلماء اليوم في اكتشاف جديد أن الظروف الكونية المحيطة بالأرض تؤثر على تشكل الغيوم وعلى حالة الطقس بشكل عام.

فالرياح الشمسية وما تبثه من جسيمات مشحونة كهربائياً تساهم في تغيير المجالات الكهرطيسية المحيطة بذرات بخار الماء والمتصاعدة للأعلى، ويقول العلماء هناك عمليات تآلف وانسجام دقيقة جداً تحدث قبيل تشكل الغيوم، ولولا هذه العمليات الكهربائية لم يكن للغيوم أن تتشكل. وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم في عبارة رائعة عندما قال تعالى: (ثم يؤلف بينه) أي أن الله تعالى يهيء الظروف والشروط البيئية المناسبة لالتقاء واجتماع ذرات بخار الماء لتشكل قطع الغيوم.



صورة لغيوم ركامية يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 8-12 كيلو متر، وتصل سرعة الرياح التي ساهمت في تشكيل هذه الغيوم إلى 290 كيلو متر في الساعة. تمتد هذه الغيوم لمئات الكيلومترات فوق المحيط. ويقول العلماء لولا وجود الحقول الكهرطيسية وتوافق هذه الحقول مع بعضها وتآلفها، ما أمكن لهذه الغيوم أن تتشكل وتجتمع. وهذا ما أشار إليه القرآن بقوله تعالى: (ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً)، أي يجعل هذه القطع من الغيوم تتقارب من بعضها وتتجاذب تبعاً للشحنة الكهربائية التي تحملها، فتجد الموجب ينجذب للسالب، فسبحان الله!

إن الشيء العجيب أن القرآن يتحدث عن هذه العمليات الدقيقة بشكل مذهل، يقول عز وجل: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)[الروم: 48].

وتأمل معي المراحل التي حددتها الآية الكريمة:

1ـ إرسالُ الرياح: لترفع ذرات الماء من البحار إلى الجوّ.

2ـ إثارة السحاب: من خلال تلقيحه وتجميعه.

3ـ بسطُ السحاب: من خلال الحقول الكهربائية.

4ـ جعلُه كِسَفاً: أي قطعاً ضخمة وثقيلة.

5ـ نزول الودْق: وهو المطر الغزير.

أليست هذه المراحل مطابقة لأحدث الأبحاث العلمية عن آلية نزول المطر؟ يقول تعالى في آية أخرى: (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ) [فاطر: 9].



صورة للغيوم من فوق سطح الأرض، وتظهر بأشكال هندسية رائعة، إن علماء الأرصاد يعجبون من القوى التي تتحكم بهذه الغيوم، وتسوقها لتشكل هذه المجموعات وهذه اللوحات الرائعة. وأكثر عجب هؤلاء العلماء من هذه القطع من الغيوم التي يسمونها (خلايا) والعجيب أن القرآن حدثنا عن ذلك وسمى هذه الغيوم (كِسَفًا) أي قطعاً متوضعة بانتظام، فقال: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا) [الروم: 48].

لنتأمل الآن ما تقوله الموسوعات الغربية عن تعريف الغيوم وأنواعها ومهامها، وهي تلخص ما وصلت إليه المعرفة في القرن الحادي والعشرين [10]:

إن أهم أنواع الغيوم هي تلك الغيوم التي تتشكل عمودياً على شكل طبقات بعضها فوق بعض وتدعى الغيوم الركامية، وهذه الغيوم تكون ثقيلة جداً، ولها شكل يشبه الجبال أو الأبراج، وهذه الغيوم مسؤولة عن الأمطار الغزيرة والبرق والبرد.

وهنا يعجب المرء من هذا الوصف، صدقوني عندما قرأت هذه المقالة على أحد المواقع الغربية ظننتُ بأني أقرأ تفسيراً للقرآن، لأن الكلام ذاته موجود في كتاب الله تعالى قبل أربعة عشر قرناً: يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) [النور: 43].



للجبال دور مهم في تشكل الغيوم ونزول المطر، وفي تجميع الماء في الوديان أسفل الجبال، وقد ربط البيان الإلهي بين الجبال الشامخات وبين الماء الفرات العذب الذي نشربه، قال تعالى: (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا) [المرسلات: 27].

والآن لنتأمل هذه المراحل من جديد ونرى التطابق الكامل بين العلم والقرآن:

1- يقول العلماء: إن أول خطوة في تشكل الغيوم هي الرياح! إن الرياح لها دور كبير في تشكل الغيوم وهذا ما أكده القرآن بقوله: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا).

2- ويؤكدون أن الخطوة الثانية هي التوافق والانسجام والتآلف بين الحقول الكهربائية لذرات بخار الماء ولقطع الغيوم، وهذا ما عبر عنه القرآن بقول الحق تبارك وتعالى: (ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ).

3- هم يسمون هذه الغيوم "ركاماً" cumulus والقرآن ذكر هذا الاسم: (ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا).

4- بعد القياسات وجدوا أنها ثقيلة وتزن ملايين الأطنان، ويقولون إنها ذات كتلة هائلة heavy masses وهذا ما قرره القرآن، يقول تعالى: (وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ).

5- وجدوا أن الغيوم الركامية تعطي الأمطار الغزيرة، وهذا ما أشار إليه القرآن بكلمة (الودق) وهو المطر الغزير، وهو ما يعبر عنه العلماء بمصطلح showers of rain يقول تعالى: (فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ).

6- بعدما صوروا هذه الغيوم بالأقمار الاصطناعية وجدوا أنها تشبه الجبال، فاستخدموا هذا التشبيه الدقيق في القرن الحادي والعشرين، ويقولون في موسوعاتهم بالحرف الواحد whose summits rise in the form of mountains أي أن قمم هذه الغيوم تشبه الجبال، ولكن القرآن سبقهم غليه يقول تعالى: (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ).

7- بعد أن اخترقوا هذه الغيوم الركامية وجدوا أن البرد لا يتشكل إلا فيها، لأن تشكل البرد يحتاج لعاصفة بردية hailstormsوهذه العاصفة لا يمكنها أن تهب إلا في الغيوم التي على شكل جبال، وهذا ما حدثنا به القرآن: (بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ).

8- وجدوا أيضاً أن هذه الغيوم هي البيئة المناسبة لتشكل العواصف الرعدية thunderstorms التي يحدث فيها البرق، وهذا ما أخبر به القرآن صراحة بقوله تعالى: (يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ).



إذا نظرنا من حولنا، ألا نجد النظام يشمل كل شيء في خلق الله تعالى؟ وفي الصور التي تلتقطها الأقمار الاصطناعية لكوكب الأرض ألا نلاحظ توزيعاً محدداً للرياح على سطح الأرض؟ أيضاً في القرآن حديث عن التصريف أو التوزيع الدقيق لخارطة الرياح، يقول عز وجل: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [البقرة: 164]. وتأمل معي كيف ربط البيان الإلهي بين توزع الرياح وتصريفها، وبين السحاب، وذلك للدلالة على دور الرياح في تشكل السحاب. فسبحان الذي حدثنا عن هذه العلوم قبل أن يكتشفها العلماء بقرون طويلة!

وهنا يتعجب المؤمن من روعة البيان القرآني ودقة وصفه لحقائق الأمور، وهنا تتجلى حكمة الله البالغة في إبقاء المؤمن في حالة تأمل لعظمة خلق الله تعالى ليدرك عظمة الخالق، وليزداد إيماناً وخشوعاً لهذا الإله الكريم وليبقى في حالة تفكر وتدبر لكلام الله تعالى ويردِّد هذا الدعاء لله تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار) [آل عمران: 191].

كيف نشأت البحار على هذه الأرض، ومن أين جاء ماء الأرض، وهل تحدث القرآن عن نزول الماء من السماء كما يقول العلماء اليوم؟...


نزول الماء من السماء.. حقيقة علمية وقرآنية



كيف نشأت البحار على هذه الأرض، ومن أين جاء ماء الأرض، وهل تحدث القرآن عن نزول الماء من السماء كما يقول العلماء اليوم؟...



الماء هو المادة التي تميز كوكبنا وتعطيه اللون الأزرق عندما ننظر إليه من الفضاء الخارجي. والماء هو أصل الحياة على الأرض، والماء هو المادة التي لا يستطيع الإنسان أن يعيش بدونها أبداً!

يغطي الماء أكثر من 70 بالمئة من سطح الأرض، ويكون أكثر من 70 بالمئة من أجسامنا، والماء يتألف من عنصرين الهيدروجين والأكسجين. ويقول العلماء إن الهيدروجين هو أول عنصر تشكل في الكون لأنه من أخف العناصر في الكون.

أما الأكسجين فهو العنصر الثامن من عناصر الكون المستقرة التي يبلغ عددها 99 عنصراً، وقد تشكل هذين العنصرين في المجرات البعيدة، ثم حُملا مع النيازك والمذنيات التي قذفت الأرض لملايين السنين بكميات كبيرة، وذلك قبل أريعه آلاف مليون سنة.

فالنيازك المتساقطة على الأرض تكون عادة محملة بآثار للمياه، وآثار للحياة، وهذا ما يلاحظه العلماء لدى تحليلهم لبعض النيازك المتساقطة حديثاً والتي تخترق الغلاف الجوي وتصل إلى سطح الأرض.

هذه النيازك ضربت القمر أيضاً وأصبح مثقباً بشدة، ولكن الماء لا يمكن أن يتماسك على ظهر القمر بسبب الجاذبية المنخفضة له. بينما الأرض فإن الله خلقها بالحجم المناسب الذي يسبب جاذبية مناسبة لجذب الماء من هذه النيازك وإبقائه على ظهرها دون أن يتطاير في الفضاء الخارجي.

فمع مرور الزمن تلقت الأرض ملايين النيازك وبعض المذنبات ضربت الأرض أيضاً، والمذنب يكون له ذيل من الثلج عادة، فتلقت الأرض كميات كبيرة من المياه شكلت المحيطات والبحار، وساهمت في تشكيل الغلاف الجوي.

يؤكد بحث علمي جديد (2012) منشور على موقع الفضاء الأمريكي أن ماء الأرض جاء من نفس المصدر الذي جاء منه ماء المريخ، وذلك بعد دراسة طبيعة الماء على كلا الكوكبين. من خلال دراسة النيازك القادمة من المريخ وتحليلها.

وتؤكد أبحاث علمية عديدة وجود كميات هائلة من الماء منتشرة في الفضاء الخارجي على شكل ثلوج موزعة في نظامنا الشمسي وفي الغبار بين النجوم حيث وجد العلماء أن الدخان الكوني يحوي جزيئات ماء ملتصقة على ذراته.



النيازك جاءت إلى الأرض منذ مليارات السنين محملة بكميات من الماء والحديد وبالتالي فإن العلماء اليوم يؤكدون أن الماء نزل من السماء وكذلك الحديد... سبحان الله، هذا ما أشار إليه القرآن في آياته، يقول تعالى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) [المؤمنون: 18].

وهكذا يتبين أن الماء الذي نراه من حولنا قد نزل من السماء، ولذلك نجد القرآن يؤكد على هذه الحقيقة دائماً بقول الحق تبارك وتعالى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) [المؤمنون: 18]. وهكذا كثير من الآيات جاءت بصيغة إنزال الماء من السماء.

وتأمل أخي القارئ كيف جاءت الآية الكريمة لتؤكد أن الماء الذي أنزله الله من السماء يسكن في الأرض، ولو كانت جاذبية الأرض أقل مما هي عليه بقليل لذهب الماء وتطاير في الفضاء الخارجي. ولو كانت جاذبية الأرض كبيرة وأكبر مما هي عليه، فإن الأرض ستلتقط كميات كبيرة من الماء وستغمر المياه سطح الأرض ولن تكون الأرض قابلة للحياة.

ولكن قد يقول قائل هناك آيات تتحدث عن نزول الماء من الغيوم، والغيوم تقع ضمن الغلاف الجوي للأرض، فكيف يكون الماء قد نزل من السماء؟ ونقول إن من عظمة الإعجاز القرآني أن الآية تجمع لنا العديد من المعاني، وجميعها صحيح.

فالماء الموجود على الأرض أنزله الله من السماء، وأسكنه في الأرض لأن حجم الأرض مناسب لإقامة الماء فيه. كذلك جعل الله الغلاف الجوي سماء بالنسبة لنا، لأن السماء هي السقف، فقال: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ)[الأنبياء: 32]. وهنا تشير الآية إلى الغلاف الجوي الذي يحفظ الأرض من الأشعة الكونية والأشعة فوق البنفسجية المدمرة والضارة والتي لو وصلت إلى أجسادنا لأحرقتها، وكذلك يحفظ الأرض من بلايين النيازك والأحجار والإشعاعات التي تصيب الأرض فيبعدها ويشتتها ويحفظ الله به الحياة لنا على الأرض.

وعندما يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا * وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا) [الفرقان: 48-50]. فهذه الآية تتحدث عن إنزال الماء من الغيوم، ولكنها تحمل إشارة خفية إلى أن أصل الماء نزل من السماء، والقرآن كتاب عظيم ويحوي الكثير من الإشارات الخفية.

وبالتالي يمكننا أن نعتبر أن عبارة (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً) تتضمن معنيين: الأول إنزال الماء من السماء داخل الغلاف الجوي لأن الغلاف الجوي هو سماء بالنسبة لنا، والثاني أن الماء أصلاً قد نزل من السماء من الفضاء الخارجي وسكن الأرض.

إذن عندما يرى العلماء حديثاً كثيراً من الدلائل والإشارات لنزول الماء من السماء وأن الماء قد جاء من الفضاء الخارجي، ونرى بأن القرآن يحوي بعض الإشارات التي تؤكد ذلك، فهذا يدل على توافق العلم والقرآن، يقول تعالى: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].

هناك اكتشاف علمي يقول بأن الكون يحوي عدداً كبيراً من النجوم التي تقذف بالماء ! فقد وجد العلماء نجماً يبعد عنا 750 سنة ضوئية يقذف الماء بغزارة (كل ثانية يقذف كمية من الماء تقدر بمئة مليون مرة ما يحويه نهر الأمازون من الماء). وهذا الماء حار جداً تبلغ درجة حرارته أكير من مئة ألف درجة مئوية.



وأخيرا نود الإشارة إلى أن العلماء بدأوا مؤخراً (منذ 2010) باكتشاف الماء في السماء، ووجدوا نجماً محاط بكمية كبيرة من بخار الماء الساخن، ويقترحون أن الماء كان موجوداً منذ بداية الخلق ومرافقاً لعملية تشكل السماء والأرض!! أي قبل مليارات السنين. وهذا ما أشار إليه القرآن في آية كريمة. يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) [هود: 7].

فانظروا معي إلى قوله تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) وبنفس الوقت يقول: (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) أي أن الماء كان موجوداً أثناء خلق السماء والأرض وهذا ما يؤكده العلماء اليوم، فسبحان الله!

فيديو: أسرار البرزخ المائي



فيديو: أسرار البرزخ المائي






دعونا نتأمل ما كشفه العلماء حديثاً حول ما يسمى البرزخ بين البحر والنهر... إنها آية من آيات الخالق عز وجل...
https://www.youtube.com/watch?v=hvU8ROBPYAQ

https://www.youtube.com/watch?v=la8KdcOC1Po



إن المؤمن يزداد إيماناً عندما يرى هذه المعجزات تتجلى في كتاب الله تعالى، دعونا نتابع هذه الحلقة من برنامج "سنريهم آياتنا" حول البرزخ المائي وعجائبه وهي حلقة غنية باللقطات العلمية والحقائق العلمية حول هذه الظاهرة الغريبة.



نرى في هذا الشكل نهر الفرايزر الذي ينبع من كولومبيا ويصب في مياه المحيط المالحة. ونرى كيف تتشكل الجبهة المالحة والتي تعتبر بمثابة حاجز محكم تمر من خلاله المياه العذبة إلى المياه المالحة. ونرى أيضاً كيف يطفو الماء العذب على سطح الماء المالح، وعندما درس العلماء جريان الماء في هذه المنطقة وجدوه جرياناً مضطرباً، مع العلم أن الذي ينظر إلى الماء يظنه ساكناً، وهذا يتوافق تماماً مع قوله تعالى (مرج البحرين)، والمرج هو الاضطراب، فسبحان الذي يعلم السرّ وأخفى!









انفجار الينابيع.. آية من آيات الله


انفجار الينابيع.. آية من آيات الله






تحدث القرآن عن تفجر الينابيع منذ 14 قرناً وجاء العلم الحديث ليكتشف أن الينابيع تتفجر نتيجة الضغط الهائل تحت سطح الأرض، أي أنه انفجار حقيقي، لنقرأ.....



وجد الباحثون أن الينابيع تنفجر انفجاراً، حيث هنالك ضغط كبير تحت سطح الأرض عند منطقة تفجر الينبوع، ويقول العلماء إن في هذه المنطقة من الأرض يحدث انفجار طبيعي، فالانفجار يحدث نتيجة وجود ضغط كبير جداً، ويتم تشتت هذا الضغط بشكل مفاجئ خلال زمن قصير أجزاء من الثانية، وهذا ما يحدث تحت سطح الأرض في منطقة تفجر الينابيع.



ينبوع يتفجر من المياه الحارة، ويطلق صوتاً مدوياً بسبب انفجار الفقاعات الخارجة من تحت سطح الأرض والمحملة بطاقة كبيرة تدفع الماء إلى عشرات الأمتار فوق الأرض.

ونشاهد في هذه الصورة ينبوعاً يتفجر ويطلق تياراً من الماء الساخن يبلغ ارتفاعه أكثر من 50 متراً. وقد لاحظتُ أن العلماء يستخدمون تعبير "تفجر" وهي تعني بالانكليزية Explode .








صورة لانفجار ينبوع من بين الحجارة! يقول العلماء إن الماء مضغوط بشدة تحت الصخور وعندما يصل الضغط لحدود حرجة ينفجر الينبوع وبالتالي فإن أفضل كلمة تعبر عن هذه الحادثة هي كلمة explosion أي انفجار... فسبحان الله!

العجيب أن القرآن تحدث عن تفجر الينابيع في زمن لم يكن في الجزيرة العربية أي ينابيع تتفجر إلا نادراً، بل كانوا يعدّون هذا الأمر من العجائب. يقول تعالى: (وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ) [البقرة: 74]. والدليل على أنهم كانوا يعدونه من الأمور المعجزة أن الكفار طلبوا من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يفجر لهم من الأرض ينبوعاً، يقول تعالى: (وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا) [الإسراء: 90].



والخلاصة أن القرآن يستخدم التفجير للتعبير عن خروج الماء من الأرض، وكذلك العلماء حديثاً يستخدمون التعبير ذاته أي التفجير لأنهم رأوا انفجاراً حقيقياً يحدث عند خروج الماء على شكل ينبوع من الأرض (وبخاصة أن هذه الماء الخارج من هذه الينابيع يكون عادة محملاً بعدد هائل من الفقاعات التي تنفجر بمجرد ملامستها للهواء) إذن هو انفجار حقيقي ناتج عن زيادة الضغط للحدود الحرجة وينشر طاقة كبيرة تقذف بالماء إلى مسافة كبيرة فوق سطح الأرض.

وهكذا يتبين أن ألفاظ القرآن دقيقة جداً من الناحية العلمية، أي أن القرآن مطابق للعلم اليقيني ولا يناقضه أبداً، يقول تعالى عن كتابه المجيد: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].